الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.التفسير الإشاري: قال الألوسي:ومن باب الإشارة: {يُرِيدُ الله لِيُبَيّنَ لَكُمْ} بأن يكاشفكم بأسراره المودعة فيكم أثناء السير إليه {وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الذين مِن قَبْلِكُمْ} أي مقاماتهم وحالاتهم ورياضاتهم، وأشار بهم إلى الواصلين إليه قبل المخاطبين، ويجوز أن تكون الإشارة بالسنن إلى التفويض والتسليم والرضا بالمقدور فإن ذلك شنشنة الصديقين ونشنشة الواصلين {وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ} من ذنب وجودكم حين يفنيكم فيه، ويحتمل أن يكون التبيين إشارة إلى الإيصال إلى توحيد الأفعال والهداية إلى توحيد الصفات والتوبة إلى توحيد الذات {والله عَلِيمٌ} بمراتب استعدادكم {حَكِيمٌ} [النساء: 26] ومن حكمته أن يفيض عليكم حسب قابلياتكم والله {يُرِيدُ الله أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} تكرار لما تقدم إيذانًا بمزيد الاعتناء به لأنه غاية المراتب {وَيُرِيدُ الذين يَتَّبِعُونَ الشهوات} أي اللذائذ الفانية الحاجبة عن الوصول إلى الحضرة {أَن تَمِيلُواْ} إلى السوي {مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 27] لتكونوا مثلهم {يُرِيدُ الله أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ} أثقال العبودية في مقام المشاهدة، أو أثقال النفس بفتح باب الاستلذاذ بالعبادة بعد الصبر عليها {وَخُلِقَ الإنسان ضَعِيفًا} [النساء: 28] عن حمل واردات الغيب وسطوات المشاهدة فلا يستطيع حمل ذلك إلا بتأييد إلهي، أو ضعيفًا لا يطيق الحجاب عن محبوبه لحظة؛ ولا يصبر عن مطلوبه ساعة لكمال شوقه ومزيد غرامه:وكان الشبلي قدس سره يقول: إلهي لا معك قرار ولا منك فرار المستغاث بك إليك {ذَلِكَ بِأَنَّ الذين كَفَرُواْ} الإيمان الحقيقي {لاَ تَأْكُلُواْ} أي تذهبوا {أموالكم} وهو ما حصل لكم من عالم الغيب بالكسب الاستعدادي {بَيْنَكُمْ بالباطل} بأن تنفقوا على غير وجهه وتودعوه غير أهله {إِلا أَن تَكُونَ تجارة} أي إلا أن يكون التصرف تصرفًا صادرًا {عَن تَرَاضٍ مّنْكُمْ} واستحسان ألقي من عالم الإلهام إليكم فإن ذلك مباح لكم {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} بالغفلة عنها فإن من غفل عنها فقد غفل عن ربه ومن غفل عن ربه فقد هلك، أو لا تقتلوا أنفسكم أي أرواحكم القدسية بمباشرتكم ما لا يليق فإن مباشرة ما لا يليق يمنع الروح من طيرانها في عالم المشاهدات ويحجب عنها أنوار المكاشفات {إِنَّ الله كَانَ} في أزل الآزال {بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29] فلذا أرشدكم إلى ما أرشدكم {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنهَوْنَ عَنْهُ} وهي عند العارفين رؤية العبودية في مشهد الربوبية وطلب الأعواض في الخدمة وميل النفس إلى السوي من العرش إلى الثرى، والسكون في مقام الكرامات، ودعوى المقامات السامية قبل الوصول إليها.وأكبر الكبائر إثبات وجود غير وجود الله تعالى: {نُكَفّرْ عَنْكُمْ سيئاتكم} أي نمح عنكم تلوناتكم بظهور نور التوحيد {وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31] وهي حضرة عين الجمع {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ الله بِهِ بَعْضَكُمْ على بَعْضٍ} من الكمالات التابعة للاستعدادات فإن حصول كمال شخص لآخر محال إذا لم يكن مستعدًا له، ولهذا عبر بالتمني.{لّلرّجَالِ} وهم الأفراد الواصلون {نَصِيبٌ مّمَّا اكتسبوا} بنور استعدادهم {وَلِلنّسَاء} وهم الناقصون القاصرون {نَصِيبٌ مّمَّا اكتسبن} حسب استعدادهم {واسألوا الله مِن فَضْلِهِ} بأن يفيض عليكم ما تقتضيه قابلياتكم {إِنَّ الله كَانَ بِكُلّ شيء عَلِيمًا} [النساء: 32] ومن جملة ذلك ما أنتم عليه من الاستعداد فيعطيكم ما يليق بكم {وَلِكُلٍ جَعَلْنَا مَوَالِىَ مِمَّا تَرَكَ الوالدان والاقربون} أي ولكل قوم جعلناهم موالي نصيب من الاستعداد يرثون به مما تركه والداهم وهما الروح والقلب والأقربون وهم القوى الروحانية {والذين عَقَدَتْ أيمانكم} وهم المريدون {وَلِكُلٍ جَعَلْنَا} من الفيض على قدر نصيبهم من الاستعداد {إِنَّ الله كَانَ على كُلّ شيء شَهِيدًا} [النساء: 33] إذ كل شيء مظهر لاسم من أسمائه {الرجال قَوَّامُونَ عَلَى النساء} أي الكاملون شأنهم القيام بتدبير الناقصين والإنفاق عليهم من فيوضاتهم {بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ} بالاستعداد {وَبِمَا أَنفَقُواْ في سَبِيلِ الله} تعالى وطريق الوصول إليه من أموالهم أي قواهم أو معارفهم {فالصالحات} للسلوك من النساء بالمعنى السابق {قانتات} مطيعات لله تعالى بالعبادات القالبية {حفظات لّلْغَيْبِ} أي القلب عن دنس الأخلاق الذميمة، ولعله إشارة إلى العبادات القلبية {بِمَا حَفِظَ الله} لهم من الاستعداد {واللاتى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} ترفعهن عن الانقياد إلى ما ينفعهن {فَعِظُوهُنَّ} بذكر أحوال الصالحين ومقاماتهم فإن النفس تميل إلى ما يمدح لها غالبًا {واهجروهن في المضاجع} أي امنعوا دخول أنوار فيوضاتكم إلى حجرات قلوبهن ليستوحشن فربما يرجعن عن ذلك الترفع {واضربوهن} بعصي القهر إن لم ينجع ما تقدم فيهن {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ} بعد ذلك ورجعن عن الترفع والأنانية {فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا}.بتكليفهن فوق طاقتهن وخلاف مقتضى استعدادهن {إِنَّ الله كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34] ومع هذا لم يكلف أحدًا فوق طاقته وخلاف مقتضى استعداده {وَإِنْ خِفْتُمْ} أيها المرشدون الكمل {شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} أي بين الشيخ والمريد {فابعثوا حَكَمًا مّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مّنْ أَهْلِهَا} فابعثوا متوسطين من المشايخ والسالكين {إِن يُرِيدَا إصلاحا} ويقصداه {يُوَفّقِ الله} تعالى: {بَيْنَهُمَا} [النساء: 35] وهمة الرجال تقلع الجبال.ويمكن أن يكون الرجال إشارة إلى العقول الكاملة والنساء إشارة إلى النفوس الناقصة، ولا شك أن العقل هو القائم بتدبير النفس وإرشادها إلى ما يصلحها، ويراد من الحكمين حينئذٍ ما يتوسط بين العقل والنفس من القوى الروحانية {واعبدوا الله} بالتوجه إليه والفناء فيه {وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} مما تحسبونه شيئًا وليس بشيء إذ لا وجود حقيقة لغيره سبحانه: {وبالوالدين} الروح والنفس اللذين تولد بينهما القلب أحسنوا {إحسانا} فاستفيضوا من الأول وتوجهوا بالتسليم إليه وزكوا الثاني وطهروا برديه {وَبِذِى القربى} وهم من يناسبكم بالاستعداد الأصلي والمشاكلة الروحانية {واليتامى} المستعدين المنقطعين عن نور الأب وهو الروح بالاحتجاب {والمساكين} العاملين الذين لا حظ لهم من المعارف ولذا سكنوا عن السير وهم الناسكون {والجار ذِى القربى} القريب من مقامك في السلوك {والجار الجنب} البعيد مقامه عن مقامك {والصاحب بالجنب} الذي هو في عين مقامك {وابن السبيل} أي السالك المتغرب عن مأوى النفس الذي لم يصل إلى مقام بعد {وَمَا مَلَكَتْ أيمانكم} من المنتمين إليكم بالمحبة والإرادة، وقيل: الوالدين إشارة إلى المشايخ وإحسان المريد إليهم إطاعتهم والانقياد إليهم وامتثال أوامرهم فإنهم أطباء القلوب وهم أعرف بالداء والدواء ولا يداوون إلا بما يرضي الله تعالى وإن خفي على المريد وجهه.ومن هنا قال الجنيد قدس سره: أمرني ربي أمرًا وأمرني السَّرِي أمرًا فقدمت أمر السري على أمر ربي وكل ما وجدت فهو من بركاته، وأول {وَبِذِى القربى واليتامى} بالروح الناطقة العارفة العاشقة الملكوتية التي خرجت من العدم بتجلي القدم وانقدحت من نور الأزل وهي أقرب كل شيء وهي جار الله تعالى المصبوغة بنوره والإحسان إليها أن تطلقها من فتنة الطبيعة وتقدس مسكنها من حظوظ البشرية لتطير بجناح المعرفة والشوق إلى عالم المشاهدة {والجار الجنب} بالصورة الحاملة للروح والإحسان إليها أن تفطم جوارحها من رضع ضرع الشهوات {والصاحب بالجنب} وهو القلب الذي يصحبك في سفر الغيب والإحسان إليه أن تفرده من الحدثان وتشوقه إلى جمال الرحمن، وقيل: هو النفس الأمارة، وفي الخبر «أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك» والإحسان إليها أن تحبسها في سجن العبودية وتحرقها بنيران المحبة، وأول {ابن السبيل} بالولي الكامل فإنه لم يزل ينتقل من نور الأفعال إلى نور الصفات ومن نور الصفات إلى نور الذات والإحسان إليه كتم سره وعدم الخروج عن دائرة أمره، وقال بعض العارفين: وإن شئت أولت {ذا القربى} بما يتصل بالشخص من المجردات {واليتامى} بالقوى الروحانية، {والمساكين} بالقوى النفسانية من الحواس الظاهرة وغيرها {والجار ذِى القربى} بالعقل {والجار الجنب} بالوهم {والصاحب بالجنب} بالشوق والإرادة {وابن السبيل} بالفكر والمماليك بالملكات المكتسبة التي هي مصادر الأفعال الجميلة، وباب التأويل واسع جدًا {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا} يسعى بالسلوك في نفسه {فَخُورًا} [النساء: 36] بأحواله ومقاماته محتجبًا برؤيتها {الذين يَبْخَلُونَ} على أنفسهم وعلى المستحقين فلا يعملون بعلومهم ولا يعلمونها {وَيَأْمُرُونَ الناس بالبخل} قالا أو حالا {وَيَكْتُمُونَ مَا ءاتاهم الله مِن فَضْلِهِ} فلا يشكرون نعمة الله، أو يكتمون ما أوتوا من المعارف في كتم الاستعداد وظلمة القوة حتى كأنها معدومة {وَأَعْتَدْنَا للكافرين} للحق الساترين أنوار الوحدة بظلمة الكثرة {عَذَابًا مُّهِينًا} [النساء: 37] يهينهم في ذل وجودهم وشين صفاتهم {والذين يُنْفِقُونَ أموالهم} أي يبرزون كمالاتهم {رِئَاء الناس} مرائين الناس بأنها لهم {وَلاَ يُؤْمِنُونَ بالله} الإيمان الحقيقي ليعلموا أن لا كمال إلا له {وَلاَ باليوم الآخر} أي الفناء فيه سبحانه ليرزوا لله الواحد القهار {وَمَن يَكُنِ الشيطان} النفس وقواها {لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا} [النساء: 38] لأنه يضله عن الحق كهؤلاء {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ} ما كان يضرهم {لَوْ ءامَنُواْ بالله واليوم الآخر} فصدقوا بالتوحيد والفناء فيه {وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ الله} ولم يروا كمالًا لأنفسهم {وَكَانَ الله بِهِم عَلِيمًا} [النساء: 39] فيجازيهم بالبقاء بعد الفناء {إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} مقدار ما يظهر من الهباء {وَإِن تَكُ حَسَنَةً} ولا تكون كذلك إلا إذا كانت له فإن كانت له يضاعفها بالتأييد الحقاني {وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40] وهو الشهود الذاتي، أو العلم اللداني {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ} وهو ما يحضر كل أحد ويظهر له بصورة معتقده فيكشف عن حاله {وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلاء} وهم المحمديون {شَهِيدًا} [النساء: 41] ومن لوازم الإتيان بالحقيقة المحمدية شهيدًا للمحمديين معرفتهم لله تعالى عند التحول في جميع الصور فليس شهيدهم في الحقيقة إلا الحق سبحانه: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ} بالاحتجاب {وَعَصَوُاْ الرسول} بعدم المتابعة {لَوْ تسوى بِهِمُ الأرض} لتنطمس نفوسهم أو تصير ساذجة لا نقش فيها من العقائد الفاسدة والرذائل الموبقة {وَلاَ يَكْتُمُونَ الله حَدِيثًا} [النساء: 42] أي لا يقدرون على كتم حديث من تلك النقوش وهيهات أنى يخفون شيئًا منها، وقد صارت الجبال كالعهن المنفوش: والله تعالى يتولى الحق وهو يهدي السبيل. اهـ. .تفسير الآية رقم (43): قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)}.مناسبة الآية لما قبلها: .قال البقاعي: ولما وصف الوقوف بين يديه في يوم العرض والأهوال الذي أدت فيه سطوة الكبرياء والجلال إلى تمني العدم، ومنعت قوة يد القهر والجبر أن يكتم حديثًا، وتضمن وصفه أنه لا ينجو فيه إلا من كان طاهر القلب والجوارح بالإيمان به والطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ وصف الوقوف بين يديه في الدنيا في مقام الأنس وحضرة القدس المنجي من هول الوقوف في ذلك اليوم، والذي خطرت معاني اللطف والجمال فهي الالتفات إلى غيره، وأمر بالطهارة في حال التزين به عن الخبائث فقال: {يا أيها الذين أمنوا} أي أقروا بالتصديق بالرسل وما أتوا به عن الله، وأوله وأولاه أن لا تشركوا به شيئًا من الإشراك {لا تقربوا الصلاة} أي بأن لا تكونوا في موضعها فضلًا عن أن تفعلوها {وأنتم} أي والحال أنكم {سكارى} أي غائبو العقل من الخمر أو نحوها، فإنه يوشك أن يسبق اللسان- بتمكن الشيطان بزوال العقل- إلى شيء من الإشراك، فيكون شركًا لسانيًا وإن كان القلب مطمئنًا بالإيمان، فيوشك أن يعرض ذلك عليه يوم الوقوف الأكبر، فإن من أنتم بين يديه لا يكتم حديثًا، فيود من نطق سانه بذلك- لما يحصل له من الألم- لو كان من أهل العدم! وأصل السكر في اللغة: سد الطريق؛ وسبب نزولها ما رواه مسدد بإسناد- قال شيخنا البوصيري: رجاله ثقات- عن علي رضي الله تعالى عنه «أن رجلًا من الأنصار دعاه وعبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه فسقاهما قبل أن تحرم الخمر، فأمهم علي رضي الله تعالى عنه في المغرب وقرأ {قل يا أيها الكافرون} [الكافرون: 1] فنزلت» هكذا رواه، وقد رواه أصحاب السنن الثلاثة وأحمد وعبد بن حميد والبزار والحاكم والطبري، فبينوا المراد، وهو أن الذي صلى بهم قرأ: أعبد ما تعبدون، وفي رواية الترمذي: ونحن نعبد ما تعبدون.
|